کد مطلب:306589 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:162

العجب: فی الوداع


- (یا زینب، یا فضة، یا حسن، یا حسین هلموا تزودوا من اُمكم فهذا الفراق، واللقاء فی الجنة).

فهرع الجمیع هائمین علی وجوههم مذعورین، و هم یبكون، بشدة حتی ان أقبل الحسنان و هما ینادیان:

-(واحسرتاه لا تنطفی ء ابداً، لفقد جدنا محمد المصطفی، و أمنا فاطمة الزهراء، یا أُم الحسن یا أُم الحسین، اذا لقیت جدنا محمد المصطفی فاقرئیه منا السلام و قولی له: انا قد بقینا بعدك یتیمین فی دار الدنیا).

فاختنق والدهما بعبراته.. و زفر زفرة، ثم اَن انیناً و قال:

(انی أشهد اللَّه انها قد حنت و أنت).

لكن شیئاً عجیباً قد حصل، فأن یدا الزهراء قد تحركتا من موضعهما و اخذتا تشق طریقهما لتمس اولادها.. و لم یكن عجباً و غریباً.. بل ان العیون كانت تترقب هذه الایدی.

و وئیداً وئیداً تنتشل ولدها و تحتضنهم إلی قلبها.. فازداد صراخهم و عویلهم و من كان بقربهم.. و اذا بهاتف من السماء یدّوی منادیاً:

- (یا أباالحسن ارفعهم عنها فلقد أبكوا واللَّه ملائكة السموات.. فقد اشتاق الحبیب إلی المحبوب).

فرفعهم الأب.. و قد وهن بدنه.. لرغم ما عُرف عنه من قوة جأش.. عند ذلك تلألأت مصابیح الجنان، و تزینت الجنة المكتوب علیها اسم محمد صلی اللَّه علیه و آله و سلم.